أقلام وآراء » المصري اليوم » أيمن سمير يكتب: ١٠ مكاسب و٥ فخاخ فى مبادرة ترامب بشأن غزة

ثالثًا- الوحدة الجغرافية

لأول مرة منذ عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، فى ٢٠ يناير الماضى، يتحدث عن مسار يمكن أن يقود إلى دولة فلسطينية، وهذا مكسب كبير لم يكن أحد يتوقع أن يأتى من رئيس أمريكى يدعم إسرائيل دعمًا مطلقًا، ودون أى شروط. ورغم عدم الحديث الأمريكى مباشرة عن حل الدولتين فإن الإبقاء على الأرض فى الضفة الغربية دون ضم، وإعادة بناء قطاع غزة مع الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية يعنى إفشالًا مبكرًا للخطط الإسرائيلية لإجهاض حل الدولتين.

لأول مرة يمكن تبييض السجون الإسرائيلية من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية، حيث تنص المبادرة على إطلاق سراح نحو ٢٨٠ من أصحاب المؤبدات، وآخر عدد وافقت إسرائيل عليه من هذه الفئة كان ٧٠ سجينًا، وهو ما يعنى أن هناك فرصة كبيرة لإطلاق سراح الأسماء الكبيرة، مثل مروان البرغوثى، وأحمد سعدات، وكل القادة الفلسطينيين خلف القضبان الإسرائيلية، وهذا الأمر مهم جدًّا بعد موافقة الكنيست فى القراءة الأولى على إعدام الأسرى الفلسطينيين.

سوف تدخل المساعدات بنحو ٦٠٠ شاحنة فى اليوم، دون أى عوائق من إسرائيل، ومن خلال المؤسسات المعروفة، مثل الهلال الأحمر الفلسطينى والمؤسسات الأممية، وكان هذا طلبًا رئيسيًّا للشعب فى قطاع غزة وحركة حماس، ومن شأن البدء الفورى فى إدخال المساعدات إنقاذ الأطفال والنساء والفئات الضعيفة التى باتت لا تستطيع أن تقاوم الأمراض والجوع.

تتضمن المبادرة ضمانات لقادة حماس تسمح لهم ليس فقط بالخروج سالمين من القطاع، بل للعودة مرة إلى قطاع غزة بعد إعادة الإعمار، وهذا معناه أن القادة الذين قاتلوا إسرائيل يمكن أن يجدوا «بوابة خلفية» للعودة، وقتال إسرائيل مرة أخرى إذا حاولت إسرائيل احتلال قطاع غزة من جديد، أو حاولت البقاء وعدم الانسحاب من القطاع.

كما تفاوضت إسرائيل وبنيامين نتنياهو مع ستيف ويتكوف وروبيو والرئيس ترامب بشأن بنود المبادرة، يمكن لحماس أن تتفاوض على السلاح دون تجاهل المكاسب السابقة، فالمكاسب السابقة هى فى قلب مطالب حماس، فى حين أن تشكيل الإدارة الجديدة للقطاع، أو التعامل مع سلاح حماس، يمكن طرحه على الطاولة، ويتم الحديث عن أمور كثيرة فى هذا الملف، منها تجميد نشاط حماس، وعمليًّا خلال مرحلة إعادة الإعمار، وبعد عامين من الحرب، يعتقد البعض أن الفصائل الفلسطينية كلها فى حاجة إلى «استراحة محارب»، فهى موجودة ليس فقط بالسلاح، لكن فى ضمير كل فلسطينى وعربى، بل كل حر فى العالم، ولا يمكن انتزاعها من عقول الجميع وقلوبهم.

كانت المخاوف مما يسمى «مجلس السلام»، الذى يترأسه الرئيس الأمريكى مع رؤساء آخرين، منهم تونى بلير، متعلقة برئاسة تونى بلير، ونتيجة لرفض الشارع الفلسطينى والعربى، بات تونى بلير مجرد اسم فى هذا المجلس، وليس رئيسًا له، وعمل هذا المجلس الذى سوف يشرف على مجموعة التكنوقراط «مؤقت»، إلى حين تنفيذ الإصلاحات فى السلطة الفلسطينية.

لم تأتِ المبادرة على ذكر القدس الشرقية. ويُذكر أن ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ويرى أن القدس الشرقية والغربية عاصمة أبدية لإسرائيل، ولهذا من المهم تأكيد أن أى حل نهائى يجب أن تكون القدس الشرقية التى احتلتها إسرائيل عام ١٩٦٧ هى العاصمة للدولة الفلسطينية القادمة.


بتاريخ:  2025-10-04


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.