أقلام وآراء » المصري اليوم » كارولين ليفيت.. صوت Z وسلاح ترامب

ابتسم ترامب، واعتبر السؤال «رائعًا للغاية».

لم تكن هذه المرة طالبة تطرح سؤالًا، بل مرشحة جمهورية شابة جاءت إلى بالم بيتش في جولة لجمع التبرعات لحملتها الانتخابية.

حملة غامضة في طريقها إلى التراجع قبل 5 أشهر فقط من الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشر التي ولدت فيها عام 1997 لعائلة ذات طبقة متوسطة تمتلك معرضًا صغيرًا للسيارات.

كانت تعرف أن فرصها محدودة، لكنها جاءت لتطلب من الرجل الذي ألهمها شيئًا بسيطًا، لكنه ثمين: ألا يؤيد خصمها.

حين دخلت الغرفة، كان ترامب جالسًا أمام طاولةٍ تتكدس عليها استطلاعات الرأي المطبوعة.

فأجابته كارولين ليفيت بثقةٍ هادئة:«سيدي، أعلم أنهم لا يفعلون ذلك. لكنني أعمل بجد كل يوم، والطاقة على أرض الواقع مختلفة، حتى وإن لم تعكسها الأرقام بعد»، ثم أضافت جملة فيها قدر من التحدي والرجاء: «كل ما أطلبه هو أن تسمح لي بإثبات جدارتي، وأن تراقب بنفسك».

وما بين ذلك السؤال الأول في قاعة الدراسة وذلك اللقاء الخشبي في قصر ترامب، تحولت الفتاة إلى صوتٍ سياسي جديد.

صارت الوجه الشاب الذي يتحدث باسم البيت الأبيض في عهد ترامب لتصبح رقم 36 في شغل المنصب والأصغر في الوصول إلى مسؤولياته، وتمثل جيلًا كاملًا لا يتردد في استخدام اللغة التي تربّى عليها عبر الشاشات الرقمية.

فقد روت صحيفة بوليتيكو الأمريكية كما ترى فيما مضى وما يأتي من سطور أن ليفيت، حين كانت طالبة جامعية، استاءت من بطء الصحيفة الطلابية الرسمية، فأطلقت برنامجها التلفزيوني الخاص لتكسر دورة الأخبار البطيئة.

وكما يروي نيل ليفيسك، المدير المخضرم لمعهد الطلاب (IOP): «شعرت كارولين بالإحباط لأنها كتبت الخبر يوم الاثنين، وطُبع يوم الجمعة، ولم يُعرض في مقهى الطلاب إلا الثلاثاء التالي... كانت بحاجة إلى تسريع دورة الأخبار».

ذلك الدافع لم يكن مجرد طموح شخصي، بل انعكاس لجيلٍ جديدٍ يرى السياسة بعين الكاميرا لا بعين الخطابات والسطور، ويقيس التأثير بعدد المشاهدات لا بعدد مرات التصفيق، ويمرر وقته بين عالم الخوارزميات.. ثم جاءت اللحظة التي كشفت الوجه الرسمي لها والمعبر عن أسلحة ترامب في مواجهة الإعلام الذي لا يحبه طالما كان على يساره، حين تحوّلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إلى محور جدل عالمي.

فقد نقلت صحيفة HuffPost الأمريكية أن أحد مراسليها سأل البيت الأبيض عن سبب اختيار بودابست لعقد لقاء جديد بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

كان السؤال بسيطًا، لكن الإجابة جاءت على نحوٍ غير مسبوق في تاريخ الخطاب الرسمي الأمريكي.. فقد ردّت كارولين ليفيت خلال دقائق بعبارة مقتضبة: «أمك هي التي اختارت»، ثم أضاف مدير الاتصالات في البيت الأبيض ستيفن تشيونغ تأكيدًا على نفس النغمة: «أمك».

تحولت الجملة إلى عاصفةٍ سياسية وإعلامية، وبدت كما لو أنها خرجت من مشاجرة في شوارع شيكاغو لا من مكتبٍ في البيت الأبيض.

وعندما عاود الصحفي سؤالها إن كانت تجد ما قالت مضحكًا، ردّت بحدةٍ غير معتادة: «المضحك أنك تعتبر نفسك صحفيًا أصلًا. أنت مجرد مهرّج يساري لا يأخذك أحد على محمل الجد.. توقف عن إرسال أسئلتك الزائفة والمليئة بالهراء».


بتاريخ:  2025-10-29


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.