ثقافة » اليوم السابع » تمثال رمسيس من ميت رهينة لبهو المتحف الكبير والتوثيق على عملة تذكارية

في الأول من نوفمبر 2025 تستعد مصر لافتتاح واحد من أعظم صروحها الثقافية في العصر الحديث، المتحف المصرى الكبير، الذى يقف عند بوابة الأهرامات كحارس جديد لذاكرة التاريخ.

ومن بين أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تنتظر لحظة ميلادها الثاني، يبرز تمثال الملك رمسيس الثاني شامخًا في بهو المتحف، كأنه يستعيد مكانته التي لم تبرح قلب التاريخ يومًا، ولأن رمزيته تتجاوز حدود الحجر، خلد التمثال مؤخرًا على عملة تذكارية من الذهب والفضة، في إشارة بليغة إلى أن الحضارة المصرية لا تعرض فقط في القاعات، بل تسك في وجدان العالم.

عملة تذكارية
عملة تذكارية

رحلة من ميت رهينة إلى الخلود

قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، نحت تمثال رمسيس الثاني من الجرانيت الوردي في معبد ميت رهينة العظيم قرب ممفيس، ليعكس فخامة الملك الذي حكم مصر في ذروة مجدها.

ومع مرور الزمن، دفن التمثال تحت رمال التاريخ، حتى عثر عليه في القرن التاسع عشر في ستة أجزاء منفصلة، بارتفاع يصل إلى 11 مترًا ووزن يقارب 80 طنًا، ليبدأ فصل جديد من حياته بعد رحلة طويلة من الترميم.

في خمسينيات القرن الماضي، أعيد للتمثال مجده حين أمرت الدولة المصرية بنقله إلى ميدان باب الحديد الذي حمل لاحقًا اسمه ميدان رمسيس، فوقف هناك وسط العاصمة كحارسٍ للحياة اليومية، وشاهد على نبض القاهرة الحديث.

رمسيس يسير في شوارع القاهرة

في يوم 25 أغسطس عام 2006، شهدت القاهرة مشهدًا أسطوريًا لم يتكرر في تاريخها الحديث الملك رمسيس الثاني يسير من جديد عبر شوارعها.

نقل التمثال العملاق من ميدانه الشهير إلى بوابة المتحف المصري الكبير على طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، وسط فرحة الآلاف الذين اصطفوا على جانبي الطريق لوداع الملك ومرافقته في رحلته الجديدة.

قطع التمثال مسافة 30 كيلو مترًا بسرعة لا تتجاوز خمسة كيلومترات في الساعة، بعد إعداد هندسي دقيق تضمن نقله بطريقة محورية مبتكرة توزّع الوزن على مركز ثقله، كما أُجريت تجربة مسبقة باستخدام كتلة خرسانية وزنها 83 طنًا لضمان سلامة النقل.

الملك في عرشه الجديد

اليوم، يقف تمثال رمسيس الثاني شامخًا في بهو المتحف المصري الكبير، المصنوع من الجرانيت الوردي نفسه الذي خلد ملوك الفراعنة، يستقبل زوار المتحف، وكأنه يراقب أحفاده وهم يعيدون كتابة التاريخ، لا بالحجارة هذه المرة، بل بالعلم والهندسة والإرادة، ليتحول التمثال إلى أيقونة المتحف، بل إلى قلبه النابض، إذ أصبح أول ما يواجه الزائر عند دخوله، وآخر ما يبقى في ذاكرته عند الخروج.

من الحجر إلى العملة

اختيار صورة تمثال رمسيس الثاني لتتوسط العملة التذكارية لم يكن قرارًا شكليًا، بل تكريمًا لرحلته التي تجسد قصة مصر نفسها من مهد الحضارة في ممفيس إلى قلب العاصمة، ومن الميدان إلى المتحف.




بتاريخ:  2025-10-29


التعليقات على الموقع تعكس آراء كتابها ولا تعكس آراء الموقع.
يمنع أي لفظ يسيء للذات الالهية أو لأي دين كان أو طائفة أو جنسية.
جميع التعليقات يجب أن تكون باللغة العربية.
يمنع التعليق بألفاظ مسيئة.
الرجاء عدم الدخول بأي مناقشات سياسية.
سيتم حذف التعليقات التي تحوي إعلانات.
التعليقات ليست للتواصل مع إدارة الموقع أو المشرفين. للتواصل يرجى استخدام صفحة اتصل بنا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
يجب ملىء حقل الاسم.
يجب ملىء حقل العنوان.
يجب ملىء حقل الرساله.